مستحضرات التجميل والواقية من الشمس تسبب ضررا للحمض النووي
الجزيئات متناهية الصغر nanoparticles من ثنائي أوكسيد التيتانيوم TiO2 الموجودة في المنتجات المنزلية الشائعة مثل مستحضرات التجميل والواقية من الشمس والفيتامينات، تسبب ضررا جينيا شاملا في الفئران، وذلك طبقا لدراسة جديدة قام بها باحثون في مركز جونسون لأمراض السرطان بجامعة كاليفورنيا.
قال روبرت شيستل الكاتب الرئيسي للدراسة أن الجزيئات متناهية الصغر تحث على كسر الضفيرة المفردة أو المزدوجة للحمض النووي مما يتسبب في ضرر بالغ للكروموسومات ويؤدي بدوره إلى الإلتهابات فيزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان. دراسة جامعة كاليفورنيا هي أول دراسة تظهر أن الجزيئات متناهية الصغر لها مثل هذا التأثير.
تلك الدراسة التي نُشرت في مجلة أبحاث السرطان أوضحت أن الجزيئات متناهية الصغر للـTiO2 تتراكم في عدة أعضاء لأن الجسم لا يملك طريقة فعالة للتخلص منها، ولأن هذه الجزيئات بالغة الصغر فإنها تتمكن من الذهاب إلى كل مكان في الجسم بما فيه الخلايا لتتداخل مع أنظمة الوظائف الفرعية داخل الخلية نفسها.
في الماضي، كنا نعتبر الجزيئات متناهية الصغر غير سامة لأنها لا تحث على تفاعل كيميائي ولكن أشار الباحثون في هذه الدراسة أن تفاعلات السطح التي تحتويها هذه الجزيئات في بيئتها (في هذه الدراسة الفأر)هي التي تحدث الضرر الجيني. هذه الآلية السمية تُعرف بإسم التفاعل الفيزيائي الكيميائي physicochemical reaction.
يقول شيستل ” المبدأ الجديد هو أن التيتانيوم في حد ذاته خامل ولكن عندما تصبح جزيئاته متناهية في الصغر يصبح السطح المُعَرّض كبيرا فيتداخل مع البيئة المحيطة به لينتج عنه ضغط مؤكسِد”.
“هذه هي أول دراسة توضيحية للسمية الجينية التي تحدثها الجزيئات متناهية الصغر nanoparticles لثنائي أوكسيد التيتانيوم TiO2، والذي يُحتمل أن يكون المسبب لآلية ثانوية مُصَاحَبة بالإلتهاب والضغط المؤكسد. ومع الإستخدام المتزايد لهذه الجزيئات في الصناعات المختلفة تثير الإكتشافات الجديدة بعض المخاوف الخاصة بالأضرار الصحية التي ستترتب على التعرض لها.
ومن المعروف أن صناعة ثاني أوكسيد التيتانيوم تعتبر صناعة ضخمة جدا بمعدل إنتاج يصل إلى حوالي مليون طن سنويا. ويدخل في صناعة الطلاء ومستحضرات التجميل والواقية من الشمس والفيتامينات ومعجون الأسنان والألوان الصناعية الغذائية والمئات من منتجات العناية الشخصية.
ويتوقع شيستل أن بعض أنواع السرطانات المتفرقة يسببها التعرض لهذه الجزيئات وأن بعض الناس سيكون أكثر حساسية أو عرضة للإصابة والتأثر بها من غيرهم، لذا يرى أن هذه الآلية السمية للجزيئات متناهية الصغر لم يتم دراستها بشكل كافي بعد.
وأضاف أن البيانات التي خرجت بها الدراسة توضح أننا يجب أن نهتم بمخاطر السرطان والإضطرابات الجينية المصاحبة للتعرض لهذه المواد وبخاصة ما يتعلق بالعاملين في مجال صناعة وإنتاج TiO2 لتعرضهم لمستويات مرتفعة جدا منها، ومن المهم أيضا أن نحد من تناولها بتجنب الأدوية الغير لازمة والأغذية الملونة …إلخ.
كما أشار أيضا إلى أن هذه الجزيئات لا تستطيع أن تمر من خلال الجلد لذا فإن المستحضرات الواقية من الشمس على سبيل المثال ستكون أكثر أمانا إذا إستخدمت كسائل أما السبراي أو الرشاش من الممكن استنشاقه فيتركز في الرئة.
النص باللغة الإنجليزية
http://www.scienceagogo.com/news/20091018230147data_trunc_sys.shtml
